مقدمة صاحب السمو الملكي الأمير

سلطان بن سلمان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

 

للتاريخ أهمية خاصة في نفسي لأسباب كثيرة، لعل من أهمها معاصرتي لوالدتي ولوالدي خادم الحرمين الشريفيــن المـلك سلمــان بن عبدالعزيز -حفظه الله- واهتمامه بالتاريخ عامة، وبالتاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية بشكل خاص؛ فقد زرع اهتمامه فينا تقديرًا للتاريخ والتراث منذ مراحل حياتنا الأولى. ولعله من أوجب حقوق بلادنا الغالية علينا توثيق تاريخها الغني وتاريخ سكانها والحوادث التي عاصروها؛ ليعرف جيل اليوم والمستقبل تاريخ وطنهم والمواطنين الذين بذلوا الجهد والعطاء والتضحية لخدمته وتحقيق وحدته واستقراره التي ينعمون بها، ولله الحمد

 

كما أن من أسباب اهتمامي بتوثيق سيرة الـجـــد الأميــر تركــي بــن أحمــد بن محمــد بـن أحمــد السديــري رحمــه اللــه (1319-1397هـ/1902- 1977م)، هو كوني حفيده من جهة والدتي «سلطانة» ابنته -رحمها الله- (1357-1432هـ/1939-2011م)، وكوني أيضًا قد عاصرته جزءًا من حياتي؛ وكانت معاصرتي له غالبًا ما تكون في أثناء زياراته للرياض بحكم ارتباطاته العملية في عدد من المناطق التي كان آخرها منطقة جازان، أو في الطائف حيث كنا نذهب لقضاء فصل الصيف هناك كما هو معتاد لدى كثير من الأسر، وقد كنت عند وفاته عام 1397هـ/1977م في الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، فلم أحظ برؤيته قبل وفاته، رحمه الله      

 

وحقيقةً؛ كنا نقضي أجمل أوقاتنا معه، ونسعد كثيرًا بزياراته إلى الرياض، فنذهب لمقابلته أحيانًا مع والدتي -رحمها الله، أو مع والدنا أحيانًا أخرى، أو مع إخواني فهد وأحمد وعبدالعزيز (فيصل وحصة كانا في سن مبكرة آنذاك)، وكانت أجمل اللحظات حين نراه مع جدتنا شقيقته الأميرة حصة بنت أحمد السديري -رحمها الله (والدة والدي، وعمة والدتي)، إذ نجتمع ونستمع لحديثهما الذي لا يزال له وقعه الخاص على مسامعنا. وكم ندمت على أني في ذلك الوقت لم أكن مدركًا لأهمية جمع الوثائق المتوفرة لديه، أو أتحدث معه بإسهاب لأسأله عن الحوادث التاريخية، كما فعلت مؤخرًا مع معاصرين آخرين، وتمنيت لو أني كنت متنبهًا لأهمية هذا الأمر مثلما تنبهت له لاحقًا؛ إذ أدركت بعض الذين عاصروا الملك عبدالعزيز أو عاصروا بداية الدولة، وسجلت لهم    

 

 كان الـجـــد الأميــر تركــي -رحمه الله- أحد أولئك الذين أخلصوا لهذا الوطن، وعملوا وضحوا من أجل رفعته؛ لذا كان من المهم تدوين تاريخه في كتاب موثق يحكي سيرة مواطن خدم الدولة طيلة حياته، وكان أحد البناة الأساسيين والرجال المخلصين الذين اعتمد عليهم الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه، كما اعتمد أئمة الدولة السعودية على آبائه وأجداده من قبله، فأظهروا إخلاصهم ومقدرتهم على القيام بالأعمال الجسيمة والمهام الصعبة، وتجاوز تحديات وظروف شاقة جعلت مهماتهم أشبه بالمستحيل

 

ولعل من بين أهم أسباب إصدار هذا الكتاب عن الأمير تركي -رحمه الله- أن سيرته لم توثق في كتاب مستقل لعدم اهتمامه بتسليط الضوء على ما يقوم به من أعمال، فلم ينشر من قبل ما يغطي سيرته والأعمال الجليلة التي قام بها في حياته (وكذلك سير من عمل معهم وعملوا معه في المناطق التي خدم الدولة فيها)، وتخليدًا لذكرى رجل من رجالات الوطن البارزين، كنموذج لأبناء وطننا وقدوة في مسيرة حياتهم. كما أن هذه السيرة تمثل جزءًا مهمًا من تاريخ توحيد بلادنا، والقصص والملاحم التي حدثت لتمكين استقرارها وازدهارها الذي نعيشه اليوم ولله الحمد، لتعي الأجيال مكانة هذه البلاد والتضحيات التي بُذلت لتوحيدها وتمكين استقرارها، وأهمية موقعها الجغرافي الحي المترابط مع الحضارات والهجرات البشرية عبر التاريخ، ودورها على الساحة الدولية خلال المراحل التاريخية المتعاقبة، وإدراك ثقلها الديني والسياسي والاقتصادي.  

 

ولقد سبق أن أشرت لذلك في ورقة نشرتها بعنوان «بدأ الإسلام في جزيرة العرب: قراءة في السياق الحضاري»، بأن كل ما وقع على هذه الأرض من تغيرات وأحداث دينية وحضارية وإنسانية واقتصادية كانت -والعلم عند الله- بمثابة مقدمات وبشائر هيأت وأفضت إلى بزوغ شمس الإسلام من هذه الأرض المباركة التي بعث الله -سبحانه وتعالى- على أرضها الأنبياء، واختارها مهبطًا للوحي ومهدًا لرسالة التوحيد التي أرسل بها خاتم أنبيائه ورسله نبينا ﷺ

 

لقد كان من بين الأسباب التي دفعت إلى إصدار هذا الكتاب إلقاء الضوء على المرحلة التي نشأ فيها الأمير تركي وعاصرها، فهي تعد إحدى المراحل الأساسية في هذه الدولة التي بدأ تأسيسها منذ أكثر من ثلاث مئة عام، متمسكة بمبادئها المرتكزة على الإسلام وإعلاء كلمته التي تمسك بها أئمة الدولة السعودية وملوكها دون استثناء عبر التاريخ  

 

كما أن من الأسباب التي دعت لإخراج هذا الكتاب؛ أن للأمير تركي أعمالًا جديرةً بالتقدير والتدوين؛ لكونه أحد أهم رجالات الدولة الذين تولوا مناصب حساسة في المراحل الأولى لتكوين وحدة الوطن، وخاصة في مرحلة التشكل الجغرافي والسياسي تحت مظلة دولة موحدة. ولا شك في أن الأمير تركي وإخوانه وأسرته الممتدة أسهموا في بناء هذه الدولة، وتشرفوا بمعاصرة وخدمة أئمة الدولة السعودية، والملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبنائه بشكل خاص، وبذلوا أنفسهم لإنجاز مهمات جليلة تستحق التوثيق، لكونهم عاصروا تلك المراحل التاريخية المهمة في مسيرة توحيد وبناء الدولة التي ندعو الله -سبحانه وتعالى- لها بدوام الاستقرار والازدهار

 

 كما ولا بد أن أذكر أن للجد تركي عند والدي مكانة كبيرة، وكان دائمًا يدعوه «يا خال» أو «الخال تركي»، وكذلك الحال بالنسبة للجد تركي؛ فقد كان لوالدي في قلبه مكانة كبيرة، هذه المكانة والصلة القويةالتي تجاوزت علاقات العمل ومهام الدولة، فهناك صلة رحم وقربى، فالجد تركي شقيقٌ للجدة حصة بنت أحمد السديري والدة والدي وإخوانه: الأمير عبدالله بن محمد ابن عبدالرحمن، والملك فهد بن عبدالعزيز، وأشقائه الأمراء سلطان وتركي وعبدالرحمن ونايف -رحمهم الله- والأمير أحمد -حفظه الله- وأخواتهم فلوة وشعيع وموضي ولولوة ولطيفة وجواهر والجوهرة، رحم الله من رحل منهم  

 

ومع ما تميزت به شخصية الجد تركي من هيبة؛ فقد عُرِف عنه -أيضًا- أسلوب المرح، وكنا -ونحن شباب- لا نجد حرجًا في الحديث معه؛ بل كنا نستأنس بحديثه، وهو كما قال فيه أخوه الأمير عبدالعزيز بن أحمد السديري (١٣٢٤-١٣٧٥هـ/١٩٠٦-١٩٥٥م): «كان الأخ تركي سَمحًا متواضعًا كريمًا بشوشًا، سريعًا للنكتة، حلو المعشر. وقد نعتبره مقلدًا لوالده في حب الفلائح، خصوصًا في بلدة الغاط»، وهو ما أشار إليه أخوه معالي الأمير خالد بن أحمد السديري (1333-1399هـ/1915-1978م) في رثائه له -رحمهما الله- فقال     

 

أمسٍ يقول علومكم وش تقولون            هذي عطاناها، وهذيك جاته

يَزيِّن سواليفه يبي الناس يَسْلون          واليوم في جرف بعيدٍ مباته

وحيد لا يسمع ولا هم يردون         خيم عليه القبر واحكم اسكاته

ذي حالة الدنيا وذي حالة الكون         ومن طالت أيامه يْسَوِّي اسواته

 

كما عرفت عنه خصاله الحميدة التي تناولها أخوه الأمير محمد بن أحمد السديري (١٣٣٥-١٣٩٩هـ/١٩١٧-١٩٧٩م) في رثائه له -رحمهما الله   

 

عزا الله انه راح منا فقيدة         فقيدةٍ تاريخها يرفع الراس

عليه كل جروح قلبي مْجيدة         وعروق قلبي عقب فرقاه يبَّاس

ما احْدٍ يلوم اللي يفارق عضيده         يمسي وغله بين الأضلاع غراس

 

وكذلك مدح خصاله الحميدة أخيه الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري -رحمهما الله- قائلًا

 

اخوي تركي للكبيرات جمَّاظ         اولا هوعن الوجه الصنديد امتجاظي

ماهوب عن حِمْل الثَقيلات جظَّاظ         يسمح اويَدْمَح للرَّفيق امتغاظي

هام المراجل ذِرْوة المجَد ماجَاظ         عن واجبَه كلًّ عَرَف واستفاظي

ومما يبرز ما لاقاه الجد تركي من مسؤوليات ومهام ثقال ما قاله أخوه الأمير مساعد بن أحمد السديري في رثائه له -رحمهما الله

 

والله ما اسلى لو سلى كل رجال            من عقب شيال الحمول الثقالي

تركي عريب الجد والعم والخال         فرز الوغى حامي عقاب التوالي

 

ومع كل ما عاصر الجد تركي من أحداث تاريخية وحروب وقضايا شائكة تتعلق بالدولة والتأسيس، ومع كل ما أصاب ذلك الرجل طيلة فترة حياته، وما مر به من حوادث؛ فقد كنا نشعر بإنسانيته وتواضعه في تعامله معنا ومع أسرته، ومع الناس المحيطين به في مختلف المناطق التي خدم الدولة أميرًا لها (الجوف، وعسير، وجازان)، ولذلك أحمل في نفسي تقديرًا خاصًا لأهالي هذه المناطق الذين استمرت علاقاتي بهم لعلاقتهم بالجد تركي الذي أحبهم وأخلص لهم وبادلوه الحب والإخلاص، وهذا ما دفعني إلى أن أتعمق أكثر في تاريخهم وفاءً لهم.

 

لقد تأكدَت لدي فكرة هذا الكتاب بعد أن قرأت الكتب عن الأخوال أبناء الجد أحمد بن محمد السديري (عبدالعزيز، وخالد، ومحمد، وعبدالرحمن، وبندر) رحمهم الله، وقد عاصرتهم جميعًا وكذلك الخال مساعد باستثناء الخال عبدالعزيز بن أحمد السديري لوفاته -رحمه الله- عام 1375هـ/1955م قبل مولدي، لكني قرأت سيرته في كتابه الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز.

 

ومع أنه قد ذُكِرَ في هذه الكتب جزء من تاريخ الجد تركي والقصائد التي ارتبطت باسمه، إلا أن هناك فجوة كان من المهم سدها، فهو أكبر الإخوة سنًا، وأطولهم معاصرةً للملك عبدالعزيز، ونظرًا لعدم وجود كتاب توثيقي خاص بتغطية الحقبة التاريخية المهمة التي عاشها؛ فقد عزمت على توثيق سيرته وجمع الوثائق عنه من مصادرها، وإصدار كتاب شامل عن سيرته وعن الناس الذين عاصروه، ما أمكن ذلك

 

كما قمت بعرض فكرة هذا العمل التوثيقي على والدي -يحفظه الله- لعلاقته الوطيدة مع «خاله» الأمير تركي، ولاهتمامه بالتاريخ عامة وبالتاريخ السعودي بمختلف مراحله ومجالاته بشكل خاص، فهو يعد مرجعًا للمؤرخين والباحثين في تاريخ الدولة السعودية، فأيد -حفظه الله- فكرة الكتاب، وأبدى اهتمامًا وحرصًا كبيرين، ووجه بإنجازه بأعلى قدر من الدقة، كما تمت استشارة أبناء الجد تركي، وبناته، ونخبة من أحفاده -رحمه الله- فرحبوا بالفكرة، وأبدوا تجاوبهم معها- مشكورين

 

بدأنا العمل عام ١٤٣٧هـ/٢٠١٦م باختيار الدكتور «أحمد بن عبدالله العرف» المتخصص والمهتم بتاريخ الدولة السعودية، وعضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة القصيم، وذلك بعد أن اطلعت على كتبه التي ألفها أو اشترك في إعدادها عن الأميرين خالد ومحمد الأحمد السديري -رحمهما الله، ولمست قدرته على التعامل مع الموضوعات المتشعبة في الكتاب، وقدراته (التي دعمتها لاستكمال مراحل دراساته العليا) في قراءته الحوادث التاريخية والوثائق، إضافةً لخبرته التراكمية في تاريخ الأمير تركي وأسرته وعلاقتها بالدولة السعودية

 

لقد كان من أهم مصادر هذا الكتاب -على سبيل المثال لا الحصر- ما توفر لدى دارة الملك عبدالعزيز من معلومات ووثائق تاريخية مهمة، إضافةً إلى عدد من الكتب، مثل كتاب معالي الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري -رحمه الله، وبحث المؤرخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري عن الأمير أحمد (الأول) بن محمد السديري، وكتاب المؤرخ والإعلامي المتميز الراحل الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي -رحمه الله- الذي وثق فيه الحوار التلفزيوني التوثيقي مع الأمير خالد بن أحمد السديري، إضافةً إلى المؤلفات والوثائق التي أصدرها أخي يزيد بن محمد الأحمد السديري عن والده الخال معالي الأمير محمد بن أحمد السديري، كالحداوي والمرويات وغيرها، وسلسلة كتب «وثائق من الغاط» التي أعدها الدكتور فائز بن موسى الحربي لصالح مؤسسة عبدالرحمن بن أحمد السديري الخيرية، وكذلك الإفادة من مؤلفات المؤرخين المحليين مثل كتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» لمؤلفه عثمان بن بشر، وكتاب «تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق» لمؤلفه عبدالله بن محمد البسام، وكتاب «تاريخ المخلاف السليماني» لمؤلفه محمد بن أحمد العقيلي، وغيرها. ومن كتب الأجانب -على سبيل المثال- مؤلفات عبدالله فلبي (هاري سانت جون فلبي Harry St. John Philby) وغيره

 

وكانت البداية -بتوفيق الله سبحانه وتعالى- في أواخر عام 1436هـ/ منتصف 2015م، وبعد هذه السنوات من البحث العلمي الدقيق ها هو الكتاب يرى النور، ولله الحمد

 

لقد وجدنا أثناء العمل على تأليف هذا الكتاب، أن هناك فجوة في الوثائق والمراسلات، ولاسيما بعد رحيل كثير من الناس الذين عاصروا الجد تركي، فكان هذا هو التحدي الكبير أمامنا مع ثقتي بأنه ستظهر مع الوقت -إن شاء الله- وثائق جديدة ومعلومات تثري هذا العمل التاريخي

 

وأحمد الله أن تمكنا من تسجيل عدد لا بأس به من المقابلات مع العديد من الذين عاصروا الأمير تركي، وعاشوا جزءًا مهمًا من حياتهم معه، وتمكنا من توثيق مراحل متعددة من حياته، على أمل أن نكون قد استطعنا -ولو مبدئيًا- تغطية سيرة مهمة لم تنشر، في مرحلة مهمة من تاريخ الوطن

 

ولابد أن أذكر هنا أنه ومع انتمائي لأسرتي آل سعود الكرام واعتزازي بها وبإنجازاتها، وما يربط هذه الأسرة بأسر كريمة ممتدة شكلت نسيج أجدادنا وأجيال الأسرة فيما بعد فأنا أعتز -أيضًا- بانتمائي لأسرة (السدارى) من ثلاثة أطراف

 

أولًا: بوصفي حفيدًا لهذه الأسرة التي تعتز بأنها أنجبت الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن موحد ومؤسس الدولة السعودية الثالثة، ذلك بأن والدته هي الأميرة سارة بنت أحمد (الأول) ابن محمد بن تركي بن سليمان بن حسين بن أحمد السديري، ومن نافلة القول أن سليمان ابن حسين السديري (جد والدة الملك عبدالعزيز) كان أحد أمراء الدولة السعودية الأولى وأيد الدولة ودعوتها السلفية. كما أن الأمير أحمد (الأول) بن محمد السديري (والد الأميرة سارة) كان له دور كبير في الحوادث التاريخية في الدولة السعودية الثانية، عندما قدم إلى الإمام تركي بن عبدالله سنة 1239هـ/1823م على رأس جماعته أهل الغاط مبايعًا له، وقد تولى الإمـارة في الغـاط وسدير والأحساء، وله إسهـامـات كبيرة في عهـد الإمـام فيصـل ابن تركي، ودور مؤثر في الحوادث السياسية في جهات عُمَان وإمارات الخليج العربي إبان الدولة السعودية الثانية، وتمتع بثقة عالية من حكام الدولة السعودية الثانية، وكذلك الحال بالنسبة لأبنائه؛ فقد شغلوا -مثل والدهم- مواقع ومناصب مهمة في إدارة المناطق وقيادة جيوشها، وأبلوا بلاءً حسنًا فيما أوكل إليهم من مهام

 

ثانيًا: أن والدة والدي -حفظه الله- هي الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد بن أحمد (الأول) ابن محمد السديري، زوجة الملك عبدالعزيز حتى وفاته رحمه الله، وقد تولى والدها الإمارة في أكثر من منطقة في عهد الملك عبدالعزيز، وقدم -هو وأبناؤه- أعمالًا جسامًا في المناطق التي تولوا دفة الإمارة فيها: (القصيم، والجوف، وعسير، وجازان، وتبوك، والحدود الشمالية، ونجران، وغيرها)، إضافة إلى مشاركة بعضهم في أهم الوقعات الحربية في عهد الملك عبدالعزيز

 

ثالثًا: من جهة والدتي سلطانة بنت تركي بن أحمد بن محمد بن أحمد (الأول) السديري -رحمها الله- ابنة شخصية هذا الكتاب الجد تركي

 

وذلك كله يمثل لي مصدر اعتزاز؛ لما لهذه الأسرة الكريمة من تاريخ مشرف في خدمة بلادنا والمشاركة في توحيدها واستقرارها، وإلى هذا اليوم يستمر أفراد الأسرة في اقتفاء أثر ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم؛ فبيوتهم وقلوبهم مفتوحة للناس، ويخدمون وطنهم في مختلف المجالات    

 

في الختام أتوجه بالشكر لله تعالى، ثم لكل من أسهم وقدم ما لديه من وثائق وصور ومعلومات لإنجاز هذا الكتاب. وأخص بالشكر والدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي بارك فكرة إعداد هذا الكتاب ووجه بإنجازه، والشكر لصاحبة السمو الملكي العمة الأميرة لطيفة بنت عبدالعزيز (شقيقة الوالد)، وأبناء الجد الأمير تركي ومنهـم: معالي الأمير محمد حفظه الله (أمير منطقة جازان سابقًا)، وأحمد وعبدالرحمن رحمهما الله، وعبدالمحسن وسلطان، ولعدد من أفراد الأسرة الكرام الذين زودونا بوثائق وصور مهمة، ومنهم -على سبيل المثال- معالي الأمير فهد بن خالد السديري رحمه الله (أمير منطقة نجران سابقًا)، ومعالي تركي بن خالد السديري، ناصر بن خالد السديري، وابنا معالي الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري رحمه الله (أمير منطقة الجوف سابقًا) فيصل ومعالي الأمير سلطان (أمير منطقة الجوف سابقًا) والدكتور زياد وعبدالعزيز والدكتور سلمان، ومتعب بن خالد السديري، ويزيد ابن محمد السديري، وخالد وفيصل ابنا الخال فهد بن تركي بن أحمد السديري، وسلمان بن بندر بن أحمد السديري، ونايف بن بندر بن أحمد السديري، ومشعل بن فهد الخالد السديري، وعبدالعزيز بن خالد بن تركي السديري، وشكر خاص للدكتور مشعل بن عبدالعزيز بن عبدالله السديري نظير ما قام به من عمل مركز في مراجعة كثير من المعلومات، ووليد بن نايف بن مساعد السديري 

 

ثم الشكر لكل من زودنا بالوثائق والصور وتعاون مع الدكتور أحمد بن عبدالله العرف في تسجيل الروايات الشفهية، أو مراجعة الكتاب وإثرائه، وهم: الشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط، والشيخ فراج بن شاكر العسبلي، والشيخ تركي بن شاكر العسبلي، والشيخ ثنيان بن فهد الثنيان -رحمه الله-، والشيخ محمد بن هيف آل سليم، والشيخ سعيد بن تركي بن هشبل، والشيخ عبدالله ابن عائض بن حامد، والشيخ علي بن سعيد بن مفرح، والشيخ محمد بن عبد الوهاب أبو ملحة، والأديب أحمد بن إبراهيم مطاعن، وراشد بن عبدالرحمن العريفج، وظافر بن حمسان الشهري، وعبدالله بن محمد آل عزيز، وعبدالله بن محمد الربيعة، فهد بن ثنيان بن فهد الثنيان، والدكتور عبدالله بن محمد المنيف، والدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، والأديب محمد بن عبدالله آل حُمَيّد رحمه الله، ومحمد بن علي العبد المتعالي والمهندس مسعر بن محمد المسعر

 

كما أشكر القائمين على أرشيف إمارة منطقة عسير والمكتبات العامة والخاصة والجهات الأخرى الذين وجدنا منهم تعاونًا مشكورًا، كدارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ووزارة الداخلية، ومؤسسة حصة بنت أحمد السديري غير الربحية، وأرشيف الصحف السعودية «أم القرى» و«الرياض» و«الجزيرة»، ومركز آل زلفة الثقافي والحضاري، والمركز الوطني للوثائق والمحفوظات في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودارة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن صقر القاسمي للدراسات الخليجية بالشارقة، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، وهيئة الوثائق والمحفوظات بسلطنة عمان، وبعض المكتبات العامة في جمهورية مصر العربية، وغيرها

 

كما أتوجه بالشكر إلى منسوبي مؤسسة التراث غير الربحية، ومنهم الأخ فهد بن حزام النابت عضو مجلس أمناء المؤسسة، والدكتور علي بن سالم النصيف المستشار الثقافي بالمؤسسة، والدكتور إسلام عاصم عبدالكريم بيومي المستشار والمشرف على مسار التطوير المؤسسي

 

وفي الختام؛ يشرفني أن أقدم هذا الكتاب التاريخي التوثيقي المهم؛ ليشكل حلقةً في سلسلة تسجيل تاريخ الأجداد الذين أسهموا في رفع هذا الصرح الشامخ؛ مملكتنا الغالية، آملًا أن يسهم في الجهود الكبيرة التي تعنى بتاريخ المملكة وتوثيق السير المشرفة لمواطنيها الكرماء

 

 الرياض - ٢١ صفر ١٤٤٥هـ (٦ سبتمبر ٢٠٢٣م)

429893713_324109516858959_6460735973459112910_n
error: Content is protected !!
Scroll to Top