تقديم معالي الأمير
مِنْ حقِّ التاريخ علينا، ولاسيَّما التاريخ العظيم لوطننا الغالي، أن نُعنى بتوثيق سِيَر رجالات الدولة الأفذاذ الذين أسهموا بجهودهم في رفعة هذا الوطن ونمائه
ويمثل هذا الكتاب خطوةً في هذا السبيل، فهو يُعنى بتوثيق سيرة أحد أولئك الرجال الذين أوقفوا حياتهم لخدمة الوطن وقادته الكرام، وهو الوالد الأمير تركي بن أحمد السديري، الذي امتدت مسيرة خدمته في الدولة أكثر من خمسين عامًا، بدءًا من مرحلة التأسيس والتوحيد في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، ومرورًا بعهود أبنائه الملوك مِنْ بعده، وانتهت حياته مخلِصًا لهذه الدولة المبارَكة، باذلًا كلَّ ما في وسعه في خدمتها قيادةً وشعبًا، في مختلف المجالات السياسية، والإدارية والاقتصادية، والإنسانية
وأودُّ هنا أن أعبِّر عن فخري واعتزازي بهذا الجهد التوثيقي التأريخي الكبير الذي امتدَّ قرابة سبع سنوات، أولًا بوصفي مواطنًا محبًا لهذا الوطن الغالي ورجاله الذين أسهموا في صنع نهضته وتطوره، وثانيًا بوصفي ابنًا لشخصية هذا الكتاب -الذي شَرُفَ أخي الأكبر فهد بالعمل معه بمنطقة عسير- إذ عاصرتُ والدي لسنوات طويلة كابن له، ثم وقفتُ بنفسي على نهوضه بالأعمال والمهام الجسام الموكَلة إليه، وعرفتُ عن قربٍ صفاته النبيلة، وشهدتُ الكثير من مواقفه في مجالات مختلفة
وبصدور هذا الكتاب المهم، يُسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتوجيهه لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -سلمه الله- لعمل هذا الكتاب الذي جاء ثمرة جهد كبير استمر لسنوات من البحث والتدقيق، وقد نُفِّذ بإشرافه ومتابعته، ولا غرابة في ذلك؛ فإخلاص الأسرة الحاكمة ووفائها لكلِّ مَنْ رافقها في مسيرة بناء الوطن معروفٌ ومشهود
كما أوجِّه الشكر والتقدير لمؤلف الكتاب الدكتور أحمد بن عبدالله العرف، المهتم بالتاريخ الحديث عمومًا وبالتاريخ السعودي خصوصًا، والذي لم يألُ جهدًا في سبيل إخراج هذا الكتاب بأفضل ما يمكن إخراجه، جمعًا وتوثيقًا ومراجعةً، وهو المعروف بعنايته بتوثيق سِيَر عدد من رجالات وطننا الغالي، وله أبحاثه القيِّمة في هذا المجال
والشكر موصولٌ لكل مَن أسهم في الكتاب ليكون مرجعًا قيِّمًا ليس فقط لتاريخ الوالد الأمير تركي؛ بل ليشمل جزءًا كبيرًا من تاريخ أسرته
وأسأل الله تعالى أن يكون هذا الكتاب وفاءً بجزء مِن حقِّ الوالد الأمير تركي علينا، وسببًا لمزيد من الترحم على روحه الطاهرة، وبوابةً لمزيد من الأبحاث العلمية التي تسجل سِيَر المخلِصين في خدمة وطننا وقادتنا، وهذا أقلُّ الواجب تجاههم حفظهم الله وأدام عليهم الصحة والتوفيق، وعلى وطننا الغالي الازدهار والأمان
والحمد لله رب العالمين
جدة - 17صفر1445هـ/2سبتمبر2023م